الشيخ علي الحلبي |
<table id="table15" dir="rtl" style="border-collapse: collapse;" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="95%"><tr><td align="justify" valign="center" width="100%"> الحمدُ لله حقَّ حمدِه، والصّلاةُ والسّلامُ على نبيّه وعبدِه، وعلى آلهِ وصحبِه ووفدِه وجندِه. أمّا بعد : فإنَّ العلومَ الشرعَّيةَ منارُها رفيع، وعزُّها مَنيع؛ يُحاولها مَن ليس أهلاً لها، ويلجُ فيها مَن لا يُعَدُّ مِن أهلها... هذا في سائر (العلوم الشرعية )؛ فكيف الشأنُ بأعلاها، وأغلاها، وأَوْلاها ـ وهو علم الاعتقاد ـ؟! فالمصيرُ ـ إذَنْ ـ أهمُّ وأعظمُ. فكيف الأمرُ -والحالةُ هذه- في أجَلِّ ذلك كُلِّه، وهو (مسائلُ الإيمان ) -منه-؟! فليس من شَكٍّ أنَّ ذلك سيكون الذُّروة والأساس... ومٍن اللَّفتاتِ العلميّة الغاليات : أنَّ الأمامَ البخاري ـ رحمه الله ـ قد افتتح «صحيحه» بكتاب (بدء الوحي )، ثمّ أتْبَعَهُ بكتاب (الإيمان )، ثم ثلّث بكتاب (العلم )؛ وكأنَّهُ ـ رحمةُ اللهِ عَلَيه ـ يُريدُ أن يُبيِّنَ أنّ أساسَ هذا الدّين قائِمٌ على (الوحي )، وأنَّ لُبَّ الوَحْيِ ومَقصُودَهُ (الإيمَان )، وأنَّ الإيمَان ـ هكذا ـ لا يُبْنَى إلاّ عَلى (العِلم )... وَمِن أعجَبِ ما ابتُلِينَا به ـ في السَّنَواتِ العِجافِ الأخيرة! ـ: ما خَرَجَ علينا به أناسٌ مِن هُنا أو (هُنالِك ): يتَّهمون بعضَ جِلَّةِ مَشايِخِنا الأكابِر بالعَقائِدِ المُضِلَّة، والمَناهِجِ المُخْتَلَّة، والآراءِ الفَاسِدَةِ المُعْتَلَّة... لكنَّ هَذا الاتِّهامَ ـ في بعضِ جَوانِبِهِ! ـ لم يكُن صريحاً الصَّراحَةَ الظّاهِرةَ التَّي تَكْشِفُ مَخْبُوءَ صاحِبِهَا، وَتُبَيِّنُ خَطَأ مَقولَتِهِ مِن صائِبِهَا؛ فَتَوَلَّى المُتَّهِمُونَ ـ أنفسُهُم ـ توجيهَ السِّهام إلى جوانِبَ أُخَرَ ذاتِ قِيمَةٍ واعتِبَار.. مُوَجِّهِينَ سِهامَهُم ـ بِقَباحَةٍ ـ نحوَ تَلامِيذِ أولئِكَ المَشَايِخ، وأصحابِهِم، وأبنائِهِم ـ المُدافِعينَ عَنْهُم، الذَّابِّينَ عن كُلِّ ما يُوَجَّهُ إلَيْهِم ـ؛ حتّى إذا تَمَّ إسقاطُهُم، أو (إسكاتُهُم ): آنَ وَقْتُ الصَّراحة ـ وَبِكُلِّ راحَة ـ!! وَأنّى لِهَذا (المُخَطّط ) أن يَمُرّ؟! وربُّ العالَمِين يقولُ في كِتابِهِ المُبين: {إنَّ رَبَّكَ لَبِالمِرْصَاد}، ويَقُولُ ـ سُبحانَه ـ: {إنَّ الله يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا}. فَكَيْفَ؛ وَهؤُلاءِ الَّذِينَ نُدافِعُ عنهُم ـ واجِباً لازماً في أعناقِنا ـ هُم صفوةُ الأُمَّة، وخِيرَةُ الأئِمَّة؛ مِمَّن أَفْنَوْا أعمارَهُم الميمُونَةَ في نَشْرِ العقيدَةِ الصَّحِيحَةِ، والتَّوحيدِ الحقّ، والسنَّةِ الرَّشيدَة، والعُلُوم المُبارَكة؟!! نعم؛ صَدَرَتْ فتاوى علمِيَّةٌ مِن جِهاتٍ ذاتِ قَدْرٍ وَقِيمَةٍ ـ لَها اعتِبارُها وَمَكانَتُها ـ في بَعْضِ الأعيانِ أوِ المؤلَّفات: فهذه الفتاوى ـ مع التقدير لأصحابها ـ تُوزَنُ في مِيزانِ الحُجَّة، وَتُوضَعُ عَلى مِنضدةِ التّحقيق؛ فاللهُ ـ تعالى- يقول: {قُل هَاتُوا بُرْهَانَكُم إنْ كُنْتُمْ صَادِقِين}(1).. فالثّباتُ لِلدَّلِيل، لا مَحْضُ الأقاويل... فالمُرادُ بِما نَقُولُهُ -هُنا- ليسَ أولاءِ المشايخَ الأعيان- الَّذين لا تزالُ لهُم في نفوسِنا مكانَةٌ علِيَّة؛ لِمَا ينصُرونَ بِه التّوحِيدَ والسُّنَّة ـ على ما قَد نؤاخِذُ بعضَهُم عليهِ مِن مَواقِفَ تُعْوِزُهَا البَيِّنَةُ الشَّرعِيَّة، والحُجَّةُ المَرعِيَّة ـ؛ وإنَّمَا المُرادُ: (أولئك ) المُتهافِتُون، المُتوافِدُون، المُتَقاطِرُون، المُسارِعُونَ، المُتَسَرِّعُون: الَّذِينَ تَلَقَّفُوا هذِهِ التُّهَمَ (الجاهِزَة )، فَطارُوا بِها، وَطَيَّرُوها، وَفَرِحُوا بها فَرَحَ الرَّضِيع -بَعْدَ تَجْويع!-، وَجَعَلُوا ذلِكَ كُلَّهُ مادَّةَ كِتَاباتٍ مُتَلَوِّنَةٍ: لها أوَّل، وقد لا يكونُ لها آخِر! فما أَن ننتَهِي من مُطالَعةِ تَسْوِيدٍ، حَتَّى نُفْجَعَ بِتَسْوِيدٍ آخَرَ، وَما أن نفرُغَ مِنه إذا بِنا أمامَ ثالِث.. وهكذا ـ كتَكاثُرِ ظِباءِ خِراش! ـ؛ مِن مثلِ ذاك الفتى الجزائريّ (الدّنمركيّ! ) ـ الظّلُوم ـ الَّذي سَوَّدَ ـ بِصَفاقَتِهِ، وَصَفَقاتِه! ـ مِئاتِ الصَّفْحَاتِ الدَّالَةِ عَلى جَهْلِه، الكاشفةِ عن ضَحالَةِ علمِه، المُبِينَةِ ضآلَةَ عقلِه! والَّذي فَرِحَ بِتَسْوِيدِه، و(قرّظه ) له: اثنان ـ مِن طينتِه ـ ظالِمان، أمدّاهُ (بِمَدَدِهِمَا )، وأعطياهُ مِن (فَيْضِهِما )!!! فَلَئِن لَمْ نُقِمْ لَهُما ـ هُما- وزناً، لِمعرفِتنا بِحقيقتِهِما، وكشفِنا لِما وَراءَ فِعالِهِما! ـ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ـ؛ فَهَلْ نُقِيمُ وَزْناً لِذلك الكُوَيْتِب الجَهُول المَجْهُول، الّذي يكتُب في مسائِل (الإيمان ) مُنْطَلِقاً (!) مِن (القَرار! ) في بِلادِ الشِّرْكِ والكُفْرَان؟! {وَلاَ تُخْسِرُوا المِيزَان}(2)... {مَا لَكُم كَيْفَ تَحْكُمُون}؟! فماذا أنتُم ـ بِرَبِّكُم ـ لِرَبِّكُم ـ قائِلُون؟!! وَيْكَأَنِّي أرى ـ وَقد لا أصيبُ الحَقّ! ـ : أنّ (فِتنةَ التّكْفِيرِ ) ـ اليَوْمَ ـ تكادُ تكونُ أشدَّ مِن (فتنةِ خلقِ القُرآن ) ـ بالأمس ـ، والَّتي وَقَفَ لها ـ سَدًّا مَنِيعاً ـ الإمامُ المُبَجَّلُ أحمدُ بنُ حَنبَل ـ الثَّابِتُ في الفِتْنَة، والصَّابِرُ في المِحْنَة ـ رحمه الله ـ. وَلَكِنْ؛ مَن لِهذهِ الفِتْنَةِ ـ اليومَ ـ؟! فالحقُّ أحقُّ بالاتِّبَاع، ولو رُمِيَ أهلُهُ ـ بهْتاً ـ بالابتِدَاع… فليس ذَيّاك الرّامي بأولَ مَن رَمى! وليس هذا المرمِيُّ آخِرَ من رُمِيَ!! ... { وما توفيقي إلاَّ بِالله عليه توكّلتُ وإليه أُنيب }. وكتب علي بن حسن بن علي بن عبد الحميد الحلبي الأثريّ بعد صلاة فجر اليوم الثّاني من شهر الله المحرّم / 1428 |
عدل سابقا من قبل حورية الجنة في الخميس سبتمبر 25, 2008 5:03 am عدل 1 مرات (السبب : خطا بسيط)
السبت سبتمبر 12, 2009 6:29 pm من طرف le directeur
» بواب الحسنات في شهر رمضان
الخميس سبتمبر 10, 2009 6:00 am من طرف avril
» سر الخد الأيمــــــــــــن
الخميس سبتمبر 10, 2009 5:58 am من طرف avril
» هُدُيًة لمَنٍ أحِبُهُ َفٍيً الله
الخميس سبتمبر 10, 2009 5:58 am من طرف avril
» قصة سيدنا موسى(عليه السلام)
الخميس سبتمبر 10, 2009 5:57 am من طرف avril
» Ô mois de Ramadan
الخميس سبتمبر 10, 2009 5:57 am من طرف avril
» حـــمــل REAL MADRID THE GAME
الخميس سبتمبر 10, 2009 5:56 am من طرف avril
» الى خبراء لعبة GOD OF WAR الاصدار الاول ممكن مساعدة
الخميس سبتمبر 10, 2009 5:55 am من طرف avril
» رمضانيات بلغات العالم ♣ • ♣ L’Islam et le racisme
الخميس سبتمبر 10, 2009 5:55 am من طرف avril